توبيا | معرض رقميّ
يعالج هذا المعرض ثيمة الفرديّة، في مشاهد تبدو سرّيّة، أو التقاطات حميميّة نجدها في مساحات عامّة. يربط المعرض فكرة السرّيّة بالقدسيّة، في محاولة بحث عن المعنى في داخل "الديستوبيا".
تقول ماريّا زريق في بيان المعرض:
كأنّ كلّ ما هو داخل الإطار يغالي في فرديّته. جميع هذه المشاهد الّتي تبدو كأنّها شكّلت علاقة حميمة بالعدسة، إلّا أنّ الأخيرة تنأى بنفسها عن المشهد. تختار فعل التلصّص من الخارج إلى الداخل، أو استراق النظر إلى غرف سرّيّة، أو التقاط مساحات عامّة في لحظات تصير معها بالغة الحميميّة. تختار العدسة مكانة أشبه بمكانة الإله؛ فهو يرى ولا يُرى، لامرئيّ لمحيطه لكنّه يتبصّر فيه، حتّى في هذا الموضع، تظلّ اللّامرئيّة بالنسبة إلى اللحظة الّتي التُقطتْ فيها الصورة أمرًا نسبيًّا.
متى تصير لهذه السرّيّة علاقة بالقداسة؟ كيف يصير المكان السرّيّ والخاصّ مقدّسًا؟ العدسة تفتّش عن "المقدّس"، عن هذا الشيء الّذي يُخفيه السطح الخارجيّ؛ فتتلصّص عليه وتوارب من الباب الخلفيّ. على الرغم من أنّ "المقدّس" أصبح فكرة "واهمة" في عصر الديستوبيا والحداثة، لكنّ الكاميرا تصرّ على البحث عنه. ربّما يجيء هذا الإصرار كضرب من ضروب اللجوء من العدميّة الّتي تولّدها الديستوبيا أو "المدينة الفاسدة"؛ لتجد الكاميرا معنًى ما، وما لحظة الالتقاط إلّا ردّ فعل على الخوف الباطنيّ الأبديّ، من فقدان هذا المعنى.
وأرفقت ماريا زريق معرضها بقصيدة من تأليفها، هذا نصّها:
في الفردوس
سنّ ذهبية وحبة لوز
يتفشى الضوء في الصباح بالحيّ والميت
فيلمع الحليب في أثداء الأمهات
ويلمع قشر البيض وعفن الأجبان
في الفردوس
صوت زامور باخرة غير مرئية
رائحة صابون وأحزان
يأكلك الخوف لحمًا ويأكلك شحمًا
ويجمع عظامك ليبني بيتًا وسبع غابات
بكاؤك ضجيج أبيض، في الفردوس
وملح دموعك على مائدة عشاء الملائكة
يمسحون الزبدة على الخبز بيمناهم
ويلحسون الدموع عن أطراف وجهك بيسراهم
في الفردوس
أفلام كرتونية صامتة على شاشات سميكة
وألعاب نارية صامتة خلف سهول القطن
وثلاث مريمات
ولا عذراوات
وشجرة مشمش
في الفردوس
شهيق صامت
مضغ صامت
موج صامت
وإله صامت
تنشر فُسْحَة-ثقافيّة فلسطينيّة بعضًا من أعمال هذا المعرض.
فنانة فلسطينية من الناصرة، ولدت عام 1995، درست الفن والفلسفة في جامعة حيفا، وهي عضو في مجموعة active stills؛ مجموعة مصورين يقومون بتوثيق الحياة الفلسطينية والصراع الذي يخوضه الفلسطينيين.
